حقوق اهل بيت النبي ﷺ

 حقوق اهل بيت النبي
المقدمة :
آل البيت وطهارة النّسب آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأطهار، هم خاصّة الرّسول الكريم، وهم من وصفهم الله -تعالى- في كتابه العزيز بقوله: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)،[١] وكان لهم شرف السَّبق في نصرة العقيدة الإسلاميّة ونشر الهداية، وتحمّلوا مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مع جماعة من المسلمين ضريبة الثّبات على الدّين؛ فسجّل لهم التّاريخ مِداداً ناصع البياض، وتضحيةً وجهاداً وعلماً واستقامةً وشهامةً، وأوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بهم غير مرّة، وأثنى عليهم في عدّة مواقف، والمسلمون من شتّى المذاهب يبجّلون آل البيت الأخيار، ويعترفون لهم بالفَضْل والمكانة، ويذكرون سيرتهم العطرة وتضحياتهم الجليلة، لا سيما أنّها سيرة تُقدّم النماذج التي تحتاج الأمّة إلى أمثال أصحابها ومواقفهم، فمن هم آل البيت، وما هو فضلهم، وما حقّهم على عموم المسلمين؟

صفات آل البيت
آل البيت هم المطهّرون بقُربِ النبيّ الكريم، والمتّصفون بأحسن الصّفات والأخلاق، والمبرّؤون من مسالك الشياطين، وهم كذلك وصيّة الله -تعالى- للمسلمين بإظهار ودّهم وحبّهم؛ حيث قال الله تعالى: (قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)،[٧] وآل البيت أمان للأمّة بما عرفوا من أهميّة الدّين والالتزام بشرائعه، فروي في الحديث النبويّ: (النُّجومُ أمانٌ لأهلِ السَّماءِ، وأصحابي أمانٌ لأُمَّتي)،[٨] وقد وردت الوصيّة بالاعتراف بفضلهم في عدّة أحاديث نبويّة،[٩] ومن مزايا آل البيت أنّهم مشمولون بالصّلاة عليهم في التشهّد الأخير من كلّ صلاة، كما حُرّمت عليهم الصّدقة تكريماً لهم ورفعةً لشأنهم، وفرض الله -تعالى- لهم سهماً بمقدار خمس خمس الغنائم والفيء

واجب المسلمين تجاه آل البيت
 لآل البيت الأطهار حقوق تجب لهم على المسلمين، وبيان ذلك فيما يأتي:[١١] إظهار محبّتهم وموالاتهم بالحقّ ونصرتهم، وإكرامهم حبّاً لهم ولرّسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي ينتسبون إليه. الاهتداء بهديهم وبما أثُر عنهم من الخير والفضيلة، والاقتداء بسيرتهم التي دوّنها العلماء في تاريخهم الحافل بالتّضحيات والمآثر الحسنة. الدّعاء لهم بالخير وعدم الإساءة لهم بفعل أو كلام، بل الواجب الدّفاع عنهم ومنع وصول الأذى لهم، وعندما رأى الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- غضباً في وجه عمّه العبّاس -رضي الله عنه- قال: (والذي نفسي بيدِهِ، لا يَدْخُلُ قلبَ رجلٍ الإيمانُ حتى يُحِبَّكم للهِ ولرسولِهِ، ثمّ قال: يا أَيُّها الناسُ، من آذى عَمِّي فقد آذاني، فإنما عَمُّ الرجلِ صِنْوُ أبيهِ).[١٢] إنزالهم منزلتهم من الكرامة والمودّة من غير غلوّ ولا تفريط، ولا يصحّ أنْ يكون غلوّ بعض النّاس بمحبّتهم سبباً في التّقليل من شأنهم، بل الواجب الاعتراف لهم بالفضل دون الاعتقاد بعصمتهم من الزّلل، وكان كبار الصّحابة -رضي الله عنهم- إذا مرّ العبّاس -رضي الله عنهم- ماشياً وهم ركوب فنزلوا احتراماً وتوقيراً لنسب العبّاس من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. إنشاء مراكز خاصّة تُعنى بشؤون آل بيت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حيث نشر سيرتهم، واطلاع الأجيال على مواقفهم وتضحياتهم، مع ضرورة إثبات شجرة النّسب لهم، وحفظ حقوقهم الماديّة التي أقرّها لهم الشّرع من غير منّة أو انتقاص حقّ، وكشف زيغ الذين ينتسبون لهم زُوراً وبُهتاناً.
س\وجهي رسالة مناصحة لمن يغلو في محبة ال البيت موضحا لهم خطورة هذا العمل:
فمحبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العبادات التي يتقرب بها المسلم لربه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى{الشورى: 23 } والمعنى أن تودوني في قرابتي، أي تحسنوا إليهم وتبروهم، وهذا قولسعيد بن جبير وهو أحد الأقوال في تفسير الآية.
وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث بأهل بيته، فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما: كتاب الله، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال : وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي .. الحديث . وروى البخاري في صحيحه عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال :والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . وروي عنه أيضا أنه قال : ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته . أي احفظوه فيهم فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم ، وقد نص أهل العلم على أن من عقيدة أهل السنة والجماعة محبة أهل البيت وتعظيمهم من غير غلو، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ... اهـ مختصرا.
فمحبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من صميم عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي من حقوقهم علينا، كما أن من حقهم علينا نصرتهم وإكرامهم والذب عنهم سواء الأحياء منهم والأموات، ويستحب الصلاة عليهم في التشهد؛ كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فيقول المصلي في تشهده: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد

ختاما:
ولكن ينبغي للمسلم أن يحذر من أن يقع في الغلو في محبتهم؛ كما وقع لبعض المبتدعة الذين عبدوهم مع الله ورفعوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله إياها، فآل البيت بشر من البشر لا يملكون نفعا ولا ضرا، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ربه أن يعلنها صريحة للناس فقال:  قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا {الجن: 21 } وقال: قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ {يونس: 49 } فغيره صلى الله عليه وسلم من باب أولى، فمحبة آل البيت عبادة مشروعة، والغلو فيهم بدعة ممنوعة، وانظر للفائدة الفتوى رقم : 51002 ، والفتوى رقم : 2685 ، والفتوى رقم : 37684 ، وأما عن الفرق بين الوهابية وأهل السنة فلا فرق، وانظر لزاما الفتوى رقم : 41710 ، والفتوى رقم : 5408 ، والفتوى رقم : 38579 .
نسئل الله لهم الهداية جميعا
المراجع:
موقع : موضوع
موقع :مركز الفتوى
المراجع ^ أ ب سورة الأحزاب، آية: 33. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، عن عبد الله بن أبي مليكة، الصفحة أو الرقم: 3/416، إسناده حسن. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أسلم القبطي أبو رافع مولى رسول الله، الصفحة أو الرقم: 657 ، حسن صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جبير بن مطعم، الصفحة أو الرقم: 3140 ، صحيح. ↑ أمين الشقاوي (16-6-2015)، "فضائل أهل البيت وحقوقهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف. ↑ مركز الفتوى (4-6-2000)، "فضل ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2018. بتصرّف. ↑ سورة الشورى، آية: 23. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في الأمالي المطلقة، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 62، رجاله موثقون. ↑ عمر أحمد (25-9-2010)، "فضل آل بيت النبي ومنزلة من أحبهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-3-201الموضوع مقتبس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تقرير عن تجربة استقصاء العوامل المؤثرة في الذائبية المادة كيمياء لصف ثالث ثانوي علمي

تجربة الانخفاض في درجة التجمد كيمياء ثالث ثانوي علمي

تجربة الكهرباء الساكنة الفصل الاول لصف ثالث ثانوي علمي